ثلاثة لا يكلمهم ولا ينظر اليهم الله يوم القيامة

- 8:20 ص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه وأزواجه وأبنائه ومن تَبعَه بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعد: 
فإن إثبات صفة النظر لله عز وجل عَلَى ما يليقُ به جلَّ جلالُه وتقدَّسَت أسماؤه أمرٌ دلَّت عليه نصوصُ الوحيين، وأجمعَ على إثباتها السلفُ رضوان الله عليهم أجمعين، 
وقد صنَّف فيها العلماءُ قديما وحديثًا. وهي -أعني: 
صفةَ النظر- صفةٌ من الصفاتِ الفعلية، المقيَّدة بمشيئة الله عز وجل وقدرتِه، والتي يفعلُها اللهُ متى شاء، إذا شاء، مع من شاء؛ فهو عزَّ وجلَّ ينظرُ إلى مَن شاء أن ينظرَ إليه، ولا ينظر إلى من شاء ألاَّ ينظر إليه، ينظر إلى من رضيَ عنه،
 ولا ينظر إلى من غضب عليه. إذًا: فصفةُ النظر لا تكونُ إلاَّ لمن يحبَّه فيكرمَه بها؛ فإذا ما نظرَ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى إنسان؛ فإنه سيرحمه ولا بد، وقد قال أبو عمران عبدالملك بن حبيب -وهو من أئمة التابعين الكبار-: "ما نظر اللهُ إلى شيءٍ إلا رحمَه"،
 وكان يحلفُ ويقول: "والله لو نظر اللهُ إلى أهل النار لرحمَهم، ولكنه قضَى أنه لا ينظر إليهم"
، ولذلك نرى اللهَ عز وجل يُكرم -مثلًا- البعضَ بأن ينظرَ إليهم في جملةٍ من المواقف، بل إن الله عز وجل يُكرم من شاء بأن ينظرَ إليه، ويمكِّنه من أن يراه عزَّ وجل بالأبصار يومَ القيامة، كما دلَّت الأدلةُ على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع سلفِ الأمة.
اكمل باقى الموضوع من خلال الضغط على التالى : ↚وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم»، قال: فقرأها رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرار، قال أبو ذَرٍّ: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: «المُسبِل إزارَه، والمنَّان الذي لا يعطي شيئًا إلا منَّة، والمنَفِّق سلعتَه بالحلف الكاذب»[11].




 

Start typing and press Enter to search