وصايا جامعة أوصى فيه النبي أصحابه وأمته

- 8:35 م
انه في السنة العاشرة من الهجرة فى اليوم الثامن من ذي الحجة - وهو يوم التروية ـ توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مِنى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر،
ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، فأجاز حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضُرِبَت له بنمِرة، فنزل بها، حتى إذا زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادي في جَمْعٍ غفير لم يَجْتَمِعْ حوله صلى الله عليه وسلم من قبل، قيل: مائة وثلاثون ألفاً، فكانَ لقاءً مشهوداً،
أوصى فيه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته بوصايا جامعة.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في حديثه عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفات أنه صلى الله عليه وسلم
قال فيها: (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كلُّ شيءٍ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع (باطل)، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دمٍ أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعاً في بني سعد، فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا اللَّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان (بعهد) اللَّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه (الإيجاب والقبول)، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرُشَكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرِّح (لا شديد ولا شاق)،ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب اللَّه, وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت، وأدَّيت, ونصحت، فقال بإصبعه السبَّابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس: اللَّهمّ اشهد، اللَّهمّ اشهد، ثلاث مرات) رواه مسلم.
اكمل الموضوع من خلال الضغط على التالى : ↚
أكَّدت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفات على جملة من الحقوق أهمُّها:
حرمة الدماء والأموال والأعراض
والوصية بالنساء:
المرأة قبل الإسلام كانت مظلومة مهضومة الحقوق، متدنية في مكانتها ومنزلتها، بل انتهى بها الأمر إلى وأْدها في مهدها، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأعاد لها مكانتها، ورفع الظلم عنها، فأصبحت عِرْضاً مُصَاناً، ومخلوقا له قدره ومنزلته، وقد أحاطها النبي صلى الله عليه وسلم بسياج من الرعاية والعناية، وخصَّها بالتكريم وحُسْن المعاملة: أُمًّا وزوجة وابنة، وقد بلغ من شدة اهتمامه صلوات الله وسلامه عليه وسلم بالمرأة أن أوصى بها في خطبته في عرفات بقوله: (فاتقوا اللَّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان اللَّه).
كتاب الله:
قوله صلى الله عليه وسلم: (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب اللَّه)، هذه الوصية تتضمن التمسك بالكتاب والسَّنة، لأن الأمر بالاعتصام والتمسك بالكتاب يلزم منه الأمر بالاعتصام والتمسك بالسُّنة، وسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن السنة لأن القرآن الكريم أمر باتباع السنة، وفي رواية لابن عباس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (وقد تركتُ فيكم ما إنِ اعتصمتُم به فلن تضلوا أبداً، أمرًا بيِّناً، كتاب الله وسنَّة نبيِّه).
وقد ضلَّ البعض حين قال بالاكتفاء بالقرآن دون السُّنة، إذِ الاكتفاء بالقرآن إلغاء للقرآن الذي يزعمون تمسُّكهم به، لأن الله تعالى أمر في القرآن الكريم بالأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من الآيات، من ذلك قول الله تعالى: {وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(الحشر:7)،

9 التعليقات

avatar

اعانكم الله على نشر الخير وجزاكم عنا وعن كل مسلم خير الجزاء لاكن رجاء حاولو منع الإعلانات الغير صالحة اخلاقيا

avatar

جزاكم الله عنا بكل خير

avatar

جزاكم الله خيرا

avatar

السلام عليكم وجزاكم الله احسن الجزاء ععلىىى معلوماتكم المفيدة

avatar

السلام عليكم وجزاكم الله احسن الجزاء ععلىىى معلوماتكم المفيدة

avatar

جازاكم الله خيرا

avatar

أرجو منكم المزيد

 

Start typing and press Enter to search