ماء الارض بين القرآن والعلم

- 10:09 م
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما زال المتخصصون في علوم الأرض، والفلك، والهيئة مختلفين في أصل الماء على كوكب الأرض، وهل هو منها، أو من خارجها ؟
وأما دلالة القرآن على هذه المسألة فليست قطعية:

ـ فبعض الآيات يمكن أن يفهم منها ما يؤيد نظرية المنشأ الأرضي للماء، كقوله تعالى: { أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا. رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا. وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا. وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا. أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} [النازعات: 27 - 31]. حيث ذكر خلق السماء وما يتعلق به، ثم ذكر دحو الأرض، ثم قال: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا}.

وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [الروم: 48].
 وفي هذه الآية ربط واضح بين إرسال الرياح، وجريان السحاب، وتكوين المطر الذي هو مصدر مياه الأرض. ونحوه قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ} [الأعراف: 57]
 وقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} [النور: 43].
شاهد الفيديو من خلال الضغط على التالى : ↚

والله اعلى واعلم 


 

Start typing and press Enter to search